الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)
.الفتن: .معنى مضلات الفتن: الفتوى رقم (8856):س: ما معنى (مضلات الفتن)، وما معنى قول بعضهم: إن هذه الفتنة هي من الله إلى عبده؟ج: أولا: مضلات الفتن هي الفتن التي تصيب الناس فتنحرف بهم عن سواء السبيل وتصدهم عن الصراط المستقيم، كالشبه التي تضل الإنسان عن الحق وتنحرف به عن جادة الصواب، وكدعاة السوء الذين يلبسون الحق بالباطل، ويموهون على ضعاف النفوس، فيستهوونهم بما أوتوا من فصاحة وقوة بيان، وكالمرض أو الفقر الذي يتبرم به المرء، ويضيق منه صدره، فيسخط على قضاء الله وقدره، وكالغنى الذي يغتر به كثير من الناس، ويحدثهم به الشيطان فيصطفيهم ويصدهم عن الصراط السوي، ونحو ذلك مما يفتن المسلم عن دينه أو يصد الكافر عن الهداية.ثانيا: الشيء قد يكون في ظاهره فتنة ومحنة كالفقر والمرض وتسلط الخصوم، وهو في الحقيقة وواقع الأمر منحة ونعمة، فقد يكون سببا للتوبة إلى الله، والهداية والتوفيق، وتحول الإنسان إلى خير وسعة بعدما كان ضيق الصدر متبرما بالحياة فتفضي به الشدة إلى سهولة، والبلاء إلى راحة وسعادة، فيجب على المسلم الصبر والرجوع إلى الله في كشف الضر، عسى أن يجعل له من أمره يسرا.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود.اليوم الذي يسلط فيه المسلمون على اليهود: السؤال الثاني من الفتوى رقم (5775):س2: هل هذا الحديث صحيح (إنه سيأتي يوم ينتصر المسلمون على اليهود، حتى الحجر الذي يختفي فيه يهودي يتكلم وينادي بأنه تحتي يهودي فاقتله).ج2: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم، ثم يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» (*) رواه البخاري وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» (*) رواه أحمد، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته يوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه، ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت شجرة أو حجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فاقتله» (*) رواه أحمد في مسنده وكذا رواه ابن ماجه، عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المسيح الدجال.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود.المراد بالفتنة التي أشار النبي عليه السلام بها نحو المشرق: السؤال الثاني من الفتوى رقم (6667):س2: ما هي الفتنة التي يقولها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: عن عبدالله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو مستقبل المشرق- يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان»؟ج2: المراد بالفتنة هنا: الكفر، وجاء في رواية مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأس الكفر نحو المشرق» (*) قال: الإيجي: قوله: «رأس الكفر» أي: معظمه في المشرق. انتهى.ونقل عن القاضي عياض ما نصه: قيل: يعني بالمشرق فارس؛ لأنها حينئذ دار معظمه، ورد بقوله في بقية الحديث (أهل الوبر)، وفارس ليسوا بأهل الوبر، وقيل: يعني نجد مسكن ربيعة ومضر، وهي مشرق؛ لقوله في حديث ابن عمر حين قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا»، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: «هنالك الزلازل والطاعون، وبها يطلع قرن الشيطان» (*)، وفي الآخر حين قال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر» وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له، ولدعائه على مضر في غير موطن، ويقول حذيفة: «لا تدع مضر عبدا لله إلا فتنوه وقتلوه»، وكذا قال لهم حذيفة حين دخلوا على عثمان وملئوا الحجرة والبيت: لا تبرح ظلمة مضر لكل عبد لله مؤمن فتفتنه فتقتله (*)، وقيل: يعني: ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة؛ كيوم الجمل، وصفين، وحروراء، وفتن بني أمية، وخروج دعاة بني العباس، وارتجاج الأرض فتنة، وكل ذلك كان بشرق نجد والعراق، وجاء في حديث الخوارج: «يخرج قوم من المشرق»، والكفر على هذا كفر نعمة، وقيل: يعني: الكفر حقيقة ورأسه الدجال؛ لأنه يخرج من المشرق. انتهى.وقال النووي في شرح مسلم على قوله صلى الله عليه وسلم: «حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» (*): وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار، والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، كما قال في الحديث الآخر: «رأس الكفر نحو المشرق» (*) وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق، وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. انتهى (*).والظاهر أن الحديث يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، ومن ذلك فتنة مسيلمة وفتنة المرتدين من ربيعة ومضر وغيرهما في الجزيرة العربية.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود
|